خالد الجنفاوي: وزارة التربية: برنامج “التسريع الاكاديمي”

لماذا لا تسمح وزارة التربية في الكويت بنقل الطلبة الفائقين والموهوبين من مرحلة دراسية معينة الى اعلى منها اذا اظهر الطالب نبوغا وذكاءً مميزا. في الولايات المتحدة الاميركية على سبيل المثال, يتم تطبيق نظام “التسريع الاكاديمي” بهدف تمكين الطالب الموهوب من تجاوز المراحل النمطية في السلم التعليمي. ويتمثل هذا النظام التعليمي المتطور (Acceleration) او (Promotion) في اجراء اختبارات ذكاء خلال العام الدراسي لاكتشاف الطلبة النابغين: ويمكن ايضا لولي امر الطالب الذكي الطلب من المدرسة نقل ابنه او ابنته الى مرحلة صفية تناسب قدراتهم ومواهبهم. واحيانا, تبادر الادارة المدرسية بعملية التسريع الاكاديمي عن طريق اعتماد توصية احد المدرسين. بل ويوجد حاليا في بعض المدارس الاميركية الحكومية لجان متخصصة تتكون من مدرسين واختصاصيين نفسيين وتعليمين يقررون امكانية التسريع الاكاديمي وفقا للمعايير التعليمية الاتية:

حصول الطالب على كشف درجات متميز.
اجراء اختبارات الذكاء لتحديد الطلبة الموهوبين.
اظهار الطالب او الطالبة مهارة في حل المعادلات الحسابية.
التميز السلوكي والشخصي للطالب.
يتميز الطالب بامتلاكه قدرة على التطور الذهني الذاتي.
يُظهر الطالب الموهوب حماسة عالية في البحث عن المعلومات ويبدي شغفا لاكتساب مزيد من المعرفة.
يظهر الفائق قدرات ذهنية مميزة تدل على تفوقه العقلي قياسا على عمره.
وبدلا من مراوحة الطلبة الفائقين في مرحلة دراسية معينة ربما لا يتناسب منهجها التعليمي مع مستوى ذكاء بعض الطلبة الموهوبين, لماذا لا تبادر وزارة التربية الى اعتماد برنامج التسريع الاكاديمي لمساعدة الطلبة المتميزين على الانتقال للصف التالي او تمكينهم من الانتقال للمرحلة الدراسية التالية. فبرنامج رعاية الفائقين والذي تنفذه وزارة التربية حاليا ربما يساهم نوعا ما في منح الطلبة الموهوبين فرصة لتلقي مزيد من المعرفة. ولكن حري بالوزارة ايضا وضع برامج رعاية للفائقين متطورة ومرنة وتشابه ما يتم استعماله في عالم اليوم. فالزام الطالب النابغة الدراسة في مرحلة ربما لا يتناسب منهجها الدراسي مع قدراته ومهاراته العقلية سيضيع الفرصة امامه لتحقيق مزيد من النبوغ الذهني. فلعل وعسى ان يهتم المسؤولون التربويون الافاضل بتطبيق برنامج “التسريع الاكاديمي” لما له من نتائج تعليمية ايجابية. ولا اعتقد ان تنفيذ هذة الستراتيجية التعليمية المتطورة سيؤثر سلبا على السلم التعليمي المتبع حاليا. بل ربما سيؤدي تطبيق هذة المرونة التربوية والتعليمية الضرورية في التعامل مع الطلبة الفائقين الى رفع مستوى اداء قرنائهم الاخرين.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.